هي من مواليد الخمسينيات ومن طالبات مدرسة بنات بتير الاوائل وفي سجلات لجان أنشطة المدرسة الثقافية، كانت تتميز هذه السيدة وهي طفلة بالأناقة والترتيب، وهي فائزة في لجنة النظافة التي كانت تقيم مسابقات دورية حول أنظف الطالبات وأرتبهن شكلاً وملابساً وكل شيء يتعلق بالنظافة والهندام للطالبة ولصفها أيضاً، فكانت هي الفائزة منذ الصف الأول تأخذ جائزة هي وصفها الأول
أما علاقتها بالزرع والأرض فهي من سيدات الأرض المشهورات بالاهتمام بالبيت ومحيطه وقد فعلت هذا منذ أن كان لها بيتاً في ذاك الجبل الوعر، حيث حولته إلى حديقة لكل ما في الكلمة من معنى، واهتمت بتنسيق الزهور ليس في المدخل او الفرندات والشبابيك، وإنما نسقت الورد والزينة على ثوبها الفلاحي المطرز بأزهى الوان الورد الجميل، انظر الصورة فهذا ثوب ينعكس عليه مدى ما في النفس من حب للطبيعة والجمال والألوان والخيط والأبرة، فهي مُطرزة لأثوابها الرائعة منذ صغرها، لذا تستحق لقب " يا شاطرة في الخلا يا معدّلة في الدار
هذه السيدة ربت الاشجار المثمرة في حديقتها أيضاً من العنب والدوالي وأشجار الفواكه الصيفية مثل الدراق، والخوخ، والمشمش، وما يجدر ذكره ان لديها مشروع نحل في هذه الحديقة يسرح فيها ليجني من رحيق أزهارها ونوّار اشجارها عسل طيب مميز
لا شيء يأتي من فراغ أو بدون جدٍ واجتهاد، وإنما من جدّ وجد ومن سار على الدرب وصل، ولكل منا هدف وغاية عليه أن يسعد في البحث عما يوصله إليها، وكلٌ له اهتماماته ورغباته وشخصيته وطابعه. يسرنا أن تكون السيدة حليمة حسن الصُّغير زوجة محمد حماد عوينة من سيدات سيدة الأرض في فلسطين وفي بتير، وقد وجدت عائلة زوجها على نفس الهدف و الرعاية للثقافة الفلاحية، وكان والد زوجها رحمه الله فناناً شعبياً ومثقفاً واعياً لأمور الحياة ومجتمعه