يعتبر القمح من اقدم ما عرفه الانسان من الغذاء لاسيما في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط ويعود عهد الانسان به الى العصر الباليولتي (الحجري) وتشير الحفريات الاثرية ان للقمح نصيب عظيم من احترام الناس وتقديرهم واعتبارهم اياه نباتا مباركا يستحق التقديس والتوقير ، وله منزلة سامية في الطب القديم . ويسمى القمح ايضا حنطة، وبر . في بلادنا فلسطين يشعر الفلاح بالامتنان تجاه الله الذي يعطي كل شئ بعد الانتهاء من الحصاد ولهذا يقدم لبعض المقدسات والمقامات اول الفاكهة مثل العنب واجود الزيت وهكذا كما ييدعى اول صاع من القمح صاع الخليل ،( صاع الخليل ابراهيم عليه السلام ) ويعطى للفقراء . وكما ورد في فلكلور النبات للدكتور توفيق كناعن انه يذبح خاروف عند النتهاء من درس القمح ويدعى خروف الخليل ويعلق كثير من المسلمين في الولي " كف قمح" وتدعى ايضا "مشط قمح" او قشط قمح واحد او اكثر كعلامة لامتنانهم
ويعتقد الشرقيون ان القمح في الاصل كان شجرة لمعرفة الخير والشر والتي كانت موجودة وسط جنة عدن ومنها قطف الثعبان الثمرة واعطاها لحواء وكانت حبة القمح بذلك الوقت بحجم الخيارة , وفقام ادم بزرعها ولكنها نمت بحجمها الحالي فقط . ويقال بان حبوب القمح ما زالت تحمل حرف (أ) وهو اول حرف لكلمة الله ولذلك تعامل باحترام ويبذل الفلسطيني اقصى اهتمامه بعدم ايقاع فتات الخبز على الارض ، واذا صدف وان وجد قطعة خبز على الارض يرفعها باهتمام ويقبلها في مكان لا تطأه الاقدام . وهناك قصة توضح هذا الاهتمام ، فقد حدث مرة ان رجلا غنيا دعا الله يعطي جزء من ماله الى المحتاجين حيث انه لا يستطيع استهلاك كل ما عنده ، فارسل الله اليه الملاك جبريل عله السلام الذي قال له : اذا اردت ان تستجاب دعواتك تناول طعامك وانت تمشي،فاتبع الرجل النصيحة السماوية ولكنه اثبت حول عنقه كيسا ذا فتحة واسعة خوفا من وقوع فتات الخبز على الارض ، وعندما رأى الله عظمة ولاء خادمه لاصغر هبة وهبها ، منحه عشرة امثال ثروته . ويذكر اسم الله لضمان البركة على القمح مثل بدء : الزرع ، والدرس ، والغربلة ،والكيل ، والطحن وكذلك العجين والخبيز وتقطيع الخبز واكله واول وجبة تطبخ من محصول القمح بعد غربلته وتنظيفه وتدعى "سماط" وتقدم "لخليل الله" اولقديس او ولي من الاولياء ومن ثم توزع على الفقراء . وتوضح بعض الاقوال امتياز القمح عن غيره من الحبوب ومنها : - " العيش مصحف الله" ويسمع المثل التالي في الخليل " لو الله بيوكل لاكل خبز وعنب "
وفي الاقوال الشعبية للتسائل عن نجاح مهمة او فشلها يقولول : " قمحة والاشعيرة ؟" والقمحة رمز النجاح والشعيرة رمز الفشل
ويسمع المثل التالي في طول كرم : في ايام الحصايد بنغني قصايد بمعنى ان العمل الشاق مثل الحصاد يعتبر مناسبة مفرحة دائما ، ويقوم بالعمل الرجال والنساء والاطفال ، ويغنون في الحقل وفي الايام والليالي التي يقضونها على البيادر
زوان بلادك ولا قمح الصليبي ، بمعنى ان فتيات بلدك افضل من الغريبات الجميلات
هوا السبل بيهد الجبل ، بمعنى ان الفلاح يخشى الرياح القوية عند ظهور سنابل القمح حيث ان مثل هذه الرياح تؤذي السنابل
وتعبر الدلعونة عن امتنان الفلاح ورضاه بما رزقه الله من خير فيقول : غربلت قمحي من الزوانِ وبظل عالبيدر والله بامانِ عايش في ارظي سلطان زمانِ ما بظلم حدا وما بظلمونا وترغب ربات البيوت ذوات الكفاءة العالية في ادارة المنزل وتوفير الطعام لاسرهن ان يكون لديهن المخزون الكافي من القمح فتقول :" ان كان القمح في البيت فرحت وغنيت"
" الخبز والزيت عمارة البيت "
قيل انه عندما اراد النبي تزويج ابنته من علي اعترضت على الزواج بسبب فقر علي وحينئذ اجابها والدها " تبارك الله في الفقير ابن الفقير ، تبارك الله في القمح خلط الشعير" ويصنف الفلاحوخصائص كل من القمح والشعير والذرة بالحوار التالي : " انا القمح برمح رمح بتقدم للضيف بلا غماس " " انا الذرة الذراية زي الرمح العالية زيني زين الملاح طولي طول الرماح وتقول ايضا "انا الذرة المتذارية ام الفروع العالية يسرحوني في الجربان بيرجعوني عالجمال" اما الشعير فهو محتقر "الشعير للبعير " واحيانا تسخر الذرة من القمح وتقول " اسكت يا اصفر يا مبطبط يا ملعبة البنات " . ومع ان الارز من اهم الاطباق العربية لكنه لا ياخذ مكانة القمح " الرز ما هو عيش ما بيشبع ولا جحيش "، "جحش صغير " الخبز والرز هما الغذاء الرئيسي للشرقيين وخصوصا الطبقة الوسطى منهم ، ويستعين الفقراء عنه بالبرغل والعدس الارخص ثمنا وهما بمثابة ارز الفلاحين فيقال " العدس رز الفلاح" والبرغل من منتجات القمح والفرق بين الارز والبرغل يعبر عنه بالقول " العز للرز والبرغل شنق حاله " وفي اول ليلة من شهر رمضان ينثر الفلاح في مدخل البيت حفنة من سبعة انواع مختلفة من الحبوب هي القمح والشعير والذرة والكرسنة والدخن والعدس والفاصوليا وفي بعض الاماكن يضاف اليها الملح . كان يعتقد ان هذه الطريقة فعالة في منع الارواح الشريرة من دخول البيت ، ويظن انهم يختفون في شهر رمضان خلف جبل الكاف . ويروى ان فاطمة الزهراء ابنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما ارادت ان تدخل غرفة نوم والدها في فترة حيضها لفت انتباهها وجود حبة القمح على العتبة فتراجعت فورا لانها لم ترد ان تخظو فوق حبوب العيش المباركة وهي في حالتها تلك وحاولت في الايام التالية وكانت تمتنع عن الدخول للسبب نفسه حيث كانت حبة القمح تظهر وتختفي بصورة عجيبة وعندما انتهت فترة حيضها اختفت حبة القمح وحتى يومنا هذا لا تدخل امرا اي مزار او تخطو فوق اي شئ مقدس في فترة حيضها . وايضا لا يمكن لاي امرا مسيحية وهي في فترة حيضها مرافقة جوقة الترتيل في اي كنيسة شرقية ويقال ايضا بان رجلا اسود وجد قطعة من الخبز على بقعة نظيفة فرفعها واكلها ونتيجة عمله الطيب حلت البركة عليه فلون خده الذي مضغ قطعة الخبز واخذ يشحب تدريجيا واصبح لونه ابيض .
مما تتألف حبة القمح تتألف حبة القمح من غلاف خارجي ينبذ بعد الطحن ويؤلف 9% وزن القمح وهو ما يسمى بالنخالة . وتلي الغلاف الخارجي طبقة رقيقة جدا تؤلف 3%من وزن الحبة وهي تحتوي على عنصر الآزوت ،تما ما تبقى من الحبة فهو الطبقة الداخلية النشوية وهي قوام الدقيق الابيض الصافي ، وهذه الطبقة تشغل 85% من وزن الحبة ثم. الرشيم او (جنين القمح) وهو قسم صغير يتمركز في زاوية من زوايا حبة القمح . ويؤلف 4% من وزنها ، وهو لا يكاد يرى بالعين المجردة الابصعوبة ولكننا نستطيع تمييزه وتحسسه اذا ابتل القمح بالماء او اصابته رطوبة ، لان الرشيم – اذاك- يبرز قرنه كما يرفع رشيم البطاطا راسه اذا ما خزنت في مكان رطب ندي. ويتألف الخبز الاسمر من طحن حبوب القمح كاملة أي بأغلفتها و اجنتها وطبقاتها الداخلية . ويعتبر رشيم القمح اغنى اجزائه بالفيتامينات والمعادن ، ويليه الغلاف الخارجي (النخالة ) اما الطبقة الداخلية المؤلفة لقوام الحبة فهي خالية من جميع هذه العناصر . نخالة القمح: -الردة- لها اهمية عظيمة في الغذاء والدواء.. ولذالك فان الخبز الاسمرالمشتمل على النخالة يعتبر المغذي الحقيقي والانفع لان الخبز البيض الخالي من النخالة يفتقد الى معظم المواد الغذائية في فيتامينات ومعادن . فالكالسيوم يبني العظام والسيلكون يقوي الشعر ويزيده لمعانا ، واليود يعدل عمل الغدة الدرقية ، ويضفي على اكله السكينة والهدوء والبوتاسيوم والصوديوم والماغنيسوم تكون الانسجة والعصارات الهاضمة.
القمح غذاء و دواء ويوصف في حالات كثيرة كالاتي :
يستعمل مغلى النخالة كمهدئ للسعال والزكام الخفيف والحميات ، وذللك بغلي مقدار قبضة منها في لتر من الماء ، ثم يشرب هذا المغلي .
ويفيد مغلي النخالة مع قليل من العسل في حالات تقرحات المعدة والامساك وبدون عسل يفيد في حالات الاسهال المزمن .
غسل الوجه جيدا بمغلي النخالة يجمله وينقيه من الكلف .
استعمال كمادات من النخالة مع الخل يفيد في حالات الالتواءات المفصلية .
لعلاج الروماتيزم يتم عمل حمام من مغلي النخالة ، وذلك بغلي كيلو غرام من النخالة في خمسة لتر من الماء لمدة نصف ساعة ثم يضاف هذا المغلي الى ماء الحمّام.
يستخدم دقيق القمح كعلاج لتهيجات الجلد الملتهب ، وذلك بعمل عجينة توضع فوق الجلد وتربط حتى الصباح، لتزول الالتهابات والاورام وتخف الاوجاع .
ان الخبز غذاء ممتاز لا غنى عنه للانسان واول طرق الاستفادة منه مضغه جيدا ،كما ان الخبز الجاف اسهل هضما ... لذا يستحسن تحميص الخبز ليسهل هضمه والمضغ الجيد يمكن الغدد اللعابية التي تفرز "خميرة اللعابين" التي تحل المواد النشوية وتحولها من مرحلة الى اخرى حتى تصبح قابلة للهضم في المعدة و ابتلاع الخبز الطازج دون مضغ تام لاسيما الطازج منه يتحول الى كتل لا تستطسع العصارات الهاضمة ان تصل اليها .
لذا انتشر تناول الخبز المحمص لدى الغرب وتم اصطناع الات منزلية خاصة لتجفيفه وتحميصه .
ومن السهل الحصول على الفائدة المنشودة من نخالة القمح الثمينة ، باضافة جرام واحد من مسحوقها الى طعام كل شخص في كل وجبة ، والى الاطعمة التي توصف بصعوبة الهضم والتي لا تعطي فائدة غذائية كبيرة .
وهذه الكمية البسيطة تعطي نتائج مفيدة جدا في حالات عسر الهضم والمغص ويمكن تناولها للكبارر والصغار على السواء ، وهي في الوقت نفسه تعتبر تابلا من التوابل تعطي للطعام نكهة طيبة . وقد ثبت علميا ان تناول خبز القمح مع نخالته –الخبز البلدي- يوقي الاعصاب والدماغ ،واجهزة التناسل ،والدم والعظام والاسنان ،والشعر ، ويعدل وظيفة الغدة الدرقية وينشط العصارات الهاضمة ويحفظ الجسم من عدة امراض ويعطيه الحيوية والنشاط . ومن اصدق ما وصفت به حبة القمح (البيضة النباتية) لانها تحتوي اكثرالعناصر الفعالة والضرورية للغذاء
منتجات القمح الغذائية
صناعة البرغل
يغسل القمح المنقى من الزوان والمغربل من الحصى والتراب والمنقى من الشوائب ويوضع في دست كبير او حلة نحاسية سابقا ثم من الالمينيوم ، واليوم يفضل ان تكون من ستينلس ستيل أي الصلب الذي يصدأ .
يسلق القمح نصف سلقة لانه سيكتمل طبخه في الوصفات واذا نضج فانه سيكون مائعا كثيرا
بعد سلقه ، يشمس لسبعة ايام على السطوح حتى يجف تماما مع وضعه ليلا بداخل المنزل خوفا من الندى .
وفي مناطق الخصب ومناطق زراعة القمح في السهول بكثرة كان يعد يوم سلق القمح عيدا حيث تؤخذ منه كميات يطيبونها بالسكر او الدبس وماء الزهر وحب الرمان والمكسرات .
بعد ان يجف القمح المسلوق يجرش على المجرشة الحجرية (الطاحونة) ثم يذرى مجددا في الهواء للتاكد من نظافته ثم "يقطع" او يصنف الى برغل خشن وبرغل ناعم ولكل منهما استعمالات خاصة به ’ فالبرغل الناعم يستعمل للكبة والخشن للطبخ .
ويعد من البرغل وصفات عدة ويتعمل في تقشيد وصناعة السمن البلدي حيث يضاف الى الزبدة المغلية ويمتص اللبن ويكتسب طعم البهارات الخاصة واللون الاصفر ، وكان الناس يأكلونها بعد تصفية السمن وفصله عنها وكانو يضيفون منها في حشوة المحاشي وتكسبها طعما لذيذا دسما ويسمونها (قشدة)
وفي مناطق البادية والقريبة من مناطق صناعة دبس العنب كالخليل ، كانو يعدون اكلة بسيسة القدرة بالبرغل مع السمن البلدي ، بينما تعد في المناطق الجبلية بزيت الزيتون والسميد اوالطحين يفرك دقيق البرغل الناعم مع السمن وهذا الدق هو ما يخرج من البرغل تسنينه وفصله - نضيف دبس العنب ونخلط المواد حتى نحصل على عجينة متماسكة تمد في صينية وتخبز .
من الممكن تقطيعها مثل الكبة بالصينية ثم تقدم .
التنسيف : هو نسف الحب بالمنسف أي نفضه وتذريته ، والمنسف جمعها مناسف وهي الغربال كما يسمى الوعاء الذي توضع فيه اكلة المنسف المشهورة وهي فنة اللبن واللحم والارز بالمنسف .
ومن اكلات البرغل انواع الكبة التي تشتهر بها مناطق زراعة القمح الشمالية منها خاصة مثل كبة بالصينية مفرودة ومقطعة وكبة لبنية وكبة ارنبية وكبة مشوية وكبة مقلية .... الخ
ويستعمل البرغل بدل الارز مع اكلات اليخاني او يضاف اليه الخضر وال اليخنة بالزيت البلدي والبندورة ويستعمل مع قليل من الارز منفردا في المحاشي البلدية مثل ورق العنب بالزيت او ورق القنبيط او ورق السلق وورق اللفت وورق اللسان ، ومحاشي الكوسا ،خاصة ايام الفقثر وانعدام وجود الارز ولا يزال هناك من يرغب بالنهكه والطعم ويستعمله في المحاشي خاضة في الاكل "الصيامي " الذي يعتمد على النبات والخالي من الطعمة الحيوانية فالبرغل يعطي شعورا بالشبع والامتلاء ، وهناك اكلة المجدرة أي العدس والبرغل .
وصفة الكبيبة بالصينية : لكل وقية من اللحم فنجان ونصف من البرغل في فصل الصيف وفنجانان من البرغل في الشتاء . تدق اللحمة حتى تنعم جيدا والافضل ان تدق لحمة الكبة في الجرن فيبقى عرقها اقوى وتبرك فتتحمل اكثر من البرغل ، ويمكن ان تفرم بماكنة اللحمة ايضا . يصول البرغل بالماء ويعصر حالا ويضاف الى اللحمة مع البصل المدقوق والفلفل والبهار والملح ثم يجبل البرغل مع اللحمة وبطريقة الفرك مع قليل من الماء البارد في الشتاء والماء المثلج في الصيف ، ثم تدق الكبة بالجرن حتى تنعم ، مغطسا المدقة بالماء البارد اثناء الدق حتى تنعم اللحمة والبرغل ثم تدهن الصينية بالسمن ويفرش عليها راقة رقيقة من الكبة المدقوقة ثم يفرش فوق الراقة من التطبيقية من اللحم الصنوبر والبصل المقلي ( أي الحشوة) . تغطى براقة اسمك من الاولى ثم تقطع كقطع البقلاوة الصغيرة ويمد فوقها اكثر من فنجان من السمن أي بنسبة الكمية ويعمل فتحة في وسط الصينية بقدر دائرة الكشتبان حتى يتمكن السمن ان يتخلل الكبيبة ثم يخبز .بعد الخبز تغطى بصينية اخرى اوسع من صينية الكبة حالا حتى تبقى طرية ، واليوم تغطى بورق القصدير .
الكبيبة باللبن: (او عصير بندورة او شوربا) يمكن ان تقرص الكبيبة كما اعدت في الوصفة السابقة اقراصا محشوة باللحم والصنوبر والبصل المقلي او محشو بالدهن والبهارات والملح وتسلق باللبن او بمرق اللحم او بعصير البندورة او شوربا باللحم او بعصير ابي سفير(أي الخشخاش)مع طحينية وبصل مقلي حتى يشقر، او بشوربة اللحم والحمص المنقوع والمسلوق في شوربة اللحم .
الكبيبة المشوية: وكذلك من الكبية يؤخذ بحجم البيضة ترق مستديرة وتوضع منها ملعقتين شاي من الشحم مع الفلفل وملح وبهار ثم تحشى بالزبدة وتضع فوقها طبقة اخرى وتلحم جيدا بالكبس بالاصابع وتوضع على النار وتشوى والبعض يشويها في الفرن . وهناك الكبة الارنبية وهي بصلصة الطحينة المحلولة بالحمضيات مثل الخشخاش كما بسمى في فلسطين والليمون الحامض وتكبب الكبة ايضا وتقلى بالزيت وهي محشوة بالزيت والبصل واللحم والصنوبر .
صناعة الفريكة
بعد اكتمال نمو حبة القمح في الربيع وقبل ان تبدا السنابل بالاصفرار تحصد سنابل القمح الخضراء وتشوح السنابل على النار حتى يسهل نزع الحبوب من السنابل وفركها عن بعضها البعض ثم تفرد الحبوب على مسطحات من الارض النظيفة وتحرك كل يوم حتى لا تتعفن ولا تكدس على بعضها البعض في اكياس لانها رطبة وخضراء وبعد ان تجف جيدا تحفظ للطبخ لياكل الناس حبوب القمح الخضراء (الفريكة) نيئة وطعمها محبب .وقبل ان تطبخ الفريكة المجففة تجرش على الطاحونة او المجرشة الحجرية ثم تنسف ويزال منها الدق الناعم ، ويعد من الفريكة شوربة هي اهم نوع من الشوربات الفلسطينية وتقدم للوالدات والمرضى ، وهي الشوربة الاكثر انتشارا تقدم في الولائم كطبق يبدأ به الاكل وتعد من مرق الخروف المحشي الذي كان يطبخ سابقا بالقلي في الدست وبعد تحميره بالقلي يسلق ويستفاد من المرق الكثيف في صنع شوربة الفريكة . ويعد اهل الساحل من هذه المرقة الكشك ايضا والذي دخل القمح المجروش في اعداده ايضا وقد ورد اعداده بالتفصيل في موضوع اللبن.
كيف تعد شوربة الفريكة: تحضر شوربة الفريكة بمرق الدجاج واللحم المسلوق والمبهر بالمطيبات وحسب القدرة المادية يمكن اضافة الكفتة الدوائر او كرات صغيرة الى الشوربة المنقاة والمجروشة ، تغسل بالماء حتى يزول اثر السواد والدخان والشحبار الذي يمكن ان يكون قد علق في الحبوب عند حرق السنابل وتصفى بالمصفى الناعمة جيدا تتسرب اجزاء ناعمة من الفريكة المجروشة اثناء التصفية تقلب الفريكة على النار مع البصل المحوس وقليل من الزيت او السمن البلدي يضاف اليها المرق المعد والكافي لانضاجها ويبقى عليعا مرق زيادة ، وبعد النضج تسكب في الصحون ويفضل بعض الناس هرس الفريك الناضجة على هراسة الخضار او معدة الطعام واخذ عصارتها فقط، مضافا اليها الحبوب وكرات الكفتة التي تضفي على الشوربة طعما لذيذا وقيمة غذائية .
بعد غسل الفريكة المجريشة المجروشة تضاف الى البصل المحوس بقليل من السمن البلدي ويضاف اليها مرق اللحم الناضج والمسلوق والمبهر بالمطيبات مثل ورق الغاروحب الهيل او حب الهان وبهار الفلفل وتحويجة من السبع البهارات المعروفة او حواجة السمن البلدي . يضاف مرق اللحم الى الفريكة بقدر كاف لانضاجها وبكميات تدريجية غير زائدة كما في حالة الشوربة وتسمى هذه الطريقة (بالتقدير) وعندما تقترب من النضج وتكون رطبة بالمرق توضع في الفرن كي تتفلفل ويوضع اللحم المسلوق على وججها كي يتحمركمافي قدرة الارز تسكب في منسف ويوضع اللحم المحمر فوقها ويرش على وجهها الصنوبر واللوز . الفريكةبالارز : تستخدم نفس طريقة الفريمة المفلفلة ولكن يضاف الى الفريكة نصف كميتها من الارز المنقوع ويتفلفل معها و دخول الارز مع الفريكة يعطي طعما اخر اشكال اخرى لتناول القمح :
قلية القمح
في ايام الشتاء الباردة يقضي الناس معظم اوقاتهم في البيوت ويتجمعون حول كوانين النار يتسامرون ، ويطيب الاكل والشرب الذي يمدهم بالطاقة والحرارة ومن اشهر هذه الاكلات قلية القمح حيث يوضع القمح في (محماسة القهوة الحديدية )وترفع على نار الموقدة او الكانون ويبدأ بالتحميص والتقليب بواسطة اليد الطويلة للحماسة وعندما ينضج القمح ويتحمص لونه الى احمر يوزع على الحضور وياكلونه ساخنا لذيذا ورائحته زكية . وفي ايام الفقر الشديدة وغياب مشروب القهوة كانوا يزيدون في تحميص القمح حتى يحترق ثم يغلونه بدل القهوة ويشربونه كالقهوة السوداء المحروقة . كما ورد في موضوع فلكلور النبات في الخرفات الفلسطينية للدكتور توفيق كنعان يقول "يشوي الفلاحون اخر حزمة من القمح ويحتفلون عند انتهاء الحصاد ، باكلها وتدعى قلية (من قلى أي يشوي ) وما زالت العادة الاصلية السامية القديمة موجودة في بعض الامكنة وهي دفن اخر حزمة من القمح في نفس المكان الذي حصدت فيه ، بينما تتلى بعض الايات القرانية ,
سليقة القمح
عند وفاة احد الناس من الاخوة المسيحيين يقدمون للحضور والمعازيم سليقة القمح وهي عبارة عن قمح مسلوق وناضج ويرش بدقيق القمح المحمص ويضاف اليه قليل السكر الناعم ويقدم كرحمة عن روح الميت أثناء العزاء.
قمح العيد والبربارة
في عيد القديسة بربارة يحتفل المسيحيون الفلسطينيون في ذكراها ويقام احتفالات خاصة في بلدة عابود قضاء رام الله ،ويحتفل به المسيحيون الغربيون يوم الرابع من كانون الاول ، والشرقيون في السابع عشر منه ، ويقولون في الامثال " في عيد البربارة ابتطلع المية من *وكر الفارة" او "من قدوح الفارة " (مخبأ الفارة) لغزارة المطر في هذا الوقت من العام في عيدها عشية العيد تقوم ربة البيت باعداد القمح لهذه المناسبة ويسلق القمح ويضيفون اليه اليانسون والقضامة الملونة والمكسرات وجوز الهند والزبيب ويطيب ايضا بماء الورد او ماء الزهر وعن عادة اكل القمح المسلوق في هذا العيد ترجع الى ان القديسة بربارة التي يقال انها ولدت في فلسطين وعند هروبها من والدها اختبأت في حقل قمح واحتمت بين السنابل التي غطتها خوفا وهربا من ملاحقة والدها الوثني بعد علمه باعتناقها الدين المسيحي. ملاحظة : يقول المثل الشعبي " ان طلعت البربارة يا بدارة حطوا الشعير في المطمارة والقمح في الغرارة " والمثل الثاني يقول " ضب القمح في وكاره لما تيجي بربارة " ومعنى البربارة هنا نجم يطل من ناحية الشرق اوائل كانون الثاني ، ويعتبر ظهوره نهاية لموسم زراعة الشعير وعلى المزارعين اعادته لمخازنه ، وكلمة "البدارة" تعني المزارعون اللذين يبذرون االحب وليس المقصود القديسة بربارة او عيدها .
السنونية
من العادات الاجتماعية التي كانت سائدة اداد السنونية عند ظهور اول سن لدى الطفل وتوزع ع لى الجيران والاقارب والاطفال والسنونية عبارة عن قمح غير مقشور يغسل جيدا بالماء البارد ثم يغمر بالماء ويرفع على النار حتى ينضج وتوضع حبوب اليانسون والقرفة في قطعة شاش لتغلي وتنزل خلاصتها أثناء السلق. تصفى من الماء، ويحلى ويزين وجهها بالجوز واللوز والقضامة الملونة ويقدم باردا وجافا.
الجريشة أو العصيدة
تعد الجريشة من الطعام الجماعي الذي يقدم في المناسبات كالاعراس والعقود والنذور وبعض الناس يطبخونها بمرق اللحم لوحده وبعضهم يضيفون الى مرق اللحم لبن الجميد فيمنحها طعما الذ واطيب.