عبر لقاء اذاعي مع مديرة مركز حسن مصطفى الثقافي في أيام عيد الأضحى المبارك حيث كان النقاش حول ثقافة عيد الأضحى وأثرها في حياة الناس، فإن معاني وحكم عيد الاضحى كثيرة اهمها الوحدة التي تجمع ملايين الحجاج في موقعهم ومعهم ملايين من الناس تتقرب إلى الله بالصيام في يوم عرفة وهو اليوم المشهود، كما أن معاني الأضحية بطريقة التعامل معها تضمن تكافل المجتمع والمحبة بين الأهل والاقارب والجيران، ويؤخذ المُستحق حقه ونصيبه من الطعام الفاخر في هذا اليوم المعطاء ومن المعاني الثقافية أيضاً أن تكون الأضحية سليمة وأن تكون من اللحم الأحمر الغالي الثمن والذي يعجز عنه الكثيرين، وكانوا في السابق من تراثنا وثقافتنا يستغلون اللحم المتوفر بكثرة ويحفظونه بطريقة تغليفه بدهن الذبيحة وتمليحه وتبهيره مفروماً ويُحفظ في أوعية فخارية مغطاة، وهذا يسمى (قاورما). أما أهالي غزة اليوم مع انقطاع الكهرباء حرموا من أن يذبحوا بنفس الطريقة المعتادة لأن الغني والفقير لا يملكان وسيلة لحفظ اللحوم فترة أطول من يوم واحد ومن أهم المشاهد الثقافية والتراثية ذات المعنى الكبير والحس بالاخرين وآلامهم عندما يذهبون لزيارة بيوت الذين فقدوا احد أفراد عائلاتهم معزين ومواسين، وجرت العادة أن يضع اهل الفقيد ذبيحتهم على باب البيت ويأتي المعزين فاذا كان مقتدراً والذبيحة موجودة يقومون بذبحها كي يفرضوا عليهم ان يشاركوا العيد وان ينهوا حدادهم، اما العائلة الغير قادرة على شراء الذبيحة وهي عادة الفقيرة والمحتاجة او المستورة عندما يصل اليها اول القادمين من الناس ولا يوجد ذبيحة يحضروا لهم أضحية ويذبحونها في بيتهم وهذا عمل رائع يستحق التقدير، انه مشهد ثقافي معبر عن مشهد العيد والشعور بالاخرين من حولك ومن أهم المشاهد الثقافية للعيد هو صلاة العيد وارتفاع أصوات المؤذنين والمصلين بالتكبيرات والتلبية، فهو نداء محبب يوحي بالرفعة والعزة ويعطي قوة وأجواء معلنة تبهج النفس وتسر الخاطر والاهم من هذا وذاك هو حضور صلاة العيد في كل مجتمع خارج الساحات المغلقة من المساجد بل في ساحات مفتوحة هو مشهد رائع خاصة في حضور الاطفال والنساء بملابسهم الجديدة والمفرحة هو مظهر ثقافي مميز يعطي معنى آخر للعيد، فالاسلام يهتم برفع المعنويات وبناء الشخصية وادخال الفرح والبهجة والسرور الى قلوب الجميع ومن كل الفئات النساء والاطفال والرجال والشيوخ والعجائز، ويجتمع الناس في مكانٍ واحد يتبادلون التحيات وسلامات العيد، وهي فرصة لإدخال الفرح والبهجة على قلوب الصغار والكبار، فالإسلام دين المحبة والإخاء والود والعطف وكل المشاعر الانسانية والقيم العالية والاخلاق والسلوك الحميد تتجلى في مشاهد العيد، حيث يتنقل الناس الى بيوت بعضهم البعض ويقومون بصلة الرحم وكل من في مجتمعهم من اهل واصدقاء ومعارف. كل هذه المظاهر التي ذكرت تجعل من هذا العيد الديني عيداً مميزاً له أثرٌ واضح على الانسان ومحيطه وبيئته ومجتمعه، فالجميع يُعد بكل طاقاته لجعل هذه الايام المباركة احتفالاً ورمزية وسروراً وبهجة ومحبة وتسامح وعطاء منوع دائم ان شاء الله