من سيدات الأرض السيدة نعمة إبراهيم قصقص زوجة السيد غالب علي قصقص (أم أشرف)، جمعت في شخصيتها عناصر ايجابية وثقافة عالية ووعي متميز، هي عضوة في مركز حسن مصطفى الثقافي ونأمل أن تكون في مجلس الإدارة القادم لجدارتها وكفاءتها واستعدادها ونشاطها، وستكون مكسباً كبيراً كنموذج للمرأة البتيرية التي تأهلت في الخمسينيات ومارست العمل كمعلمة ثم تابعت دراستها وهي في الكويت في جامعة بيروت العربية، وبعد إنتهاء هجرتها وعودتها عملت أيضاً كمعلمة في مدارس وزارة التربية والتعليم في محافظة بيت لحم إن هذه نموذج من سيدات الارض في بتير فهي في مرحلة تقاعدها عادت إلى الجنان (تزرع وتقلع باذنجان وتلعن أبو الزعلان)، ولأن اسمها نعمة فهي تحافظ على نعمة الفلاحة والزراعة لتبقى دائماً نعمة من الله، وتنتج النعم والخيرات أيضاً، لذا تستحق لقب سيدة الأرض لأنها تصل إلى جنانها بصعوبة وهي تتكئ على عصا
وقد حققت نعمة في سلوكها هذا هي وزميلاتها اللواتي تربين وتعلمن على فلسفة حسن مصطفى التربوية أن يتعلمن ويتثقفن ويعملن ولكن تبقى شخصيتهن فلاحية راقية بعقلها وعلمها وأسلوب حياتها وليس القصد من التعليم والتربية أن تتحول من فلاحة إلى غير ذلك، وهي تُحسن الرواية عن شخصية حسن مصطفى بشكل جميل ومقنع ومُعترف بفضل هذا المفكر والمعلم، وقد سبقتها أخواتها يسرى والأخت الكبرى فاطمة وهن مقيمتان في عمان تتجاوب الحاجة نعمة في دعوة المركز بحضور أو استقبال ضيوف المركز كشخصية ايجابية مثقفة وواعية وهي ترتدي ثوبها المطرز الجميل
المربية والمعلمة نعمة قدمت للمركز مجموعة من الكتب الثقافية المتميزة أحضرتها معها من الكويت، كما قدمت تبرعاً وهدية دستاً نحاسياً وسلة قش ومصباح كاز وأهدتنا طقم عمها وحماها المرحوم علي قصقص كاملاً قمباز وتوابعه وحطة وعقال وطاقيتين وادة سوداء وواحدة بيضاء، هي معروضة في المقر وستنقل إلى مكان المتحف بعد إعداده، ومن أهم الهدايا جاعد كبير من جلد الخروف وصوفه هي أعدته بنفسها ومن غنمها التي تربيها في البيت، ما أروع الاصالة وعدم التقليد الاعمي وعدم خروج الانسان عن جلده، فهذه المرأة تتميز بانها حافظت على عناصر شخصيتها الاصيلة وحافظت على روحا الريفية وحُسن عملها وطبقت ما قالته الاغنية الشعبية النسائية للعروس ليلة الحناء
والله لأكتب جريدة على صحن زيت يا شاطرة في الخلا يا معدلة في البيت والله لأكتب جريدة على صحن خيار يا شاطرة في المدرسة والجامعة والدار وقد رافقتنا السيدة أم أشرف في نشاطنا الأخير وهو حضور أسبوع التراث الفلسطيني في بيرزيت الذي تقيمه سنوياً جمعية الروزنا، وكانت رفقتها رائعة وحضورها قوي مميز، إن شاء الله ستكون قائدة للبرنامج في العام القادم وما بعده لأنها جمعت معرفة في الثقافة والتراث بالإضافة إلى معرفتها بالعلم والتربية، وهي نموذج متميز وراقٍ للمرأة البتيرية، ومتحدثة ولبقة وناطقة باسم المركز ان شاء الله دائماً
وهذه صور لمشاركاتها ووجودها معنا
نعمة قصقص بثوبها المقصب الجميل مع زوجها أبو أشرف غالب علي قصقص
أم أشرف بثوبها البتيري الأبيض المطرز بالأحمر مع ولدها
السيدة عائشة محمد موسى حماد (أم غالب قصقص- حماتها) تحمل حفيدها ابن نعمة وكانت هذه السيدة فنانة شعبية وصاحبة قدرات متميزة، وكان صوتها يشبه قوة صوت أم كلثوم وأجمل ما سمعته لها أنها وقفت على فرندة بيتها فوق العراق وصدحت بصوتها العالي في ساعات الفجر عام 1963 صباحاً إثر خروج نتيجة البرلمان الاردني وكان المرحوم عمي ربحي فائزاً في هذه الدورة الاولى بعد وفاة أبي الأستاذ حسن، كانت هذه المرحومة أرشيفاً كبيراً للتراث والثقافة الشعبية بكل أنواعها وأشكالها، ولعل نعمة تأثرت بها
المرحوم ابراهيم قصقص وقد كان جار مدرسة بنات بتير وبيته لا يزال قائماً فوق الميدان
والدة نعمة المرحومة جميلة موسى أحمد هادية السلوانية مع أحفادها أبناء نعمة