السيدة زهية حسن عثمان عوينة أبو ميزر السيدة زهية حسن عثمان عوينة أبو ميزر كانت هذه السيدة من أوائل خريجات مدرسة بنات بتير التي أسسها حسن مصطفى لتعليم المرأة وتربيتها، وكانت هذه الخريجة هي أول مبعوثة لدراسة التمريض وهي في الصف الأول الاعدادي أي السابع في كلية التمريض في عمان، وتخرجت بمستوى شهادة عالية وعملت في المستشفيات برتبة عالية staff nurse أي ممرضة مسئولة، وسايرت في قوة دراستها واستعدادها للتعلم زميلاتها اللواتي أنهين الثانوية العامة في ذلك الحين وقد زارت المركز وكانت الجلسة والزيارة رائعة حيث استعدنا ذكريات وأيام لا تُنسى في قرية بتير ومدارسها وانشطتها التربوية والثقافية والتعليمية للطلاب والطالبات والرجال والنساء والاطفال، وكانت هذه القرية كأنها عائلة واحدة، الخير والعمل والنشاط من نصيب كل واحد فيهم، وكلٌ حسب استعداده يتلقى المشاركة والحضور والحرص على البلدة وعدم الشغب او خلق المشاكل كما نرى اليوم هنا وهناك في هذا الوطن المنكوب ذكرت لنا السيدة زهية عن أدوارها في إلقاء الكلمات المعبرة وفي لجنة الخطابة ولجنة المكتبة ومركز الخياطة والمستوصف التي تعلمت فيه الطالبات دورات مهنية في التمريض، كما تعلمت دورات مهنية في مركز الخياطة أثناء الدراسة في المدرسة والتعليم، وكيف كانت هناك فرصة للطالبات أيضاً لتعلم الطبخ والطهو والتدبير المنزلي، وهذا التعليم كله سواء في الخياطة أو التمريض والتدبير كله يشتمل على جانبين نظري وعملي تطبيقي وتأخذ شهادة، والمتفوقة لها هدية من هذه المجموعات، فقد أحرزت طالبات في صفها شهادات فن الخياطة والتفصيل والجائزة ماكنة خياطة، ومدة الدراسة 6 شهور كانت تكون بعد الدوام المدرسي لوقت قليل، ويُخصص يوم الأحد أسبوعياً للدراسة المكثفة لأن مدارس الوكالة كانت تعطل الجمعة والأحد، فخُصص يوم الأحد لأخذ هذه الدورات المهنية متلازمة مع دراستها في المدرسة الام بنات بتير
إن كثافة الاهتمام بالمرأة في بتير خلق جيلاً من النساء نفتخر ونعتز بمقدار ما أحرزن من تأهيل وشخصيات مثقفة واعية ومجالات لم تحرزها من هو في جيلها في أي مكان آخر في الوطن، فكن أمهات صالحات وزوجات وربات بيوت وفلاحات في الحقل ومسوقات في السوق، وفي أي مجال تستعمل خبراتها التي اكتسبتها وثقافتها العالية، ومن الجدير بالذكر أن كل فتاة تزوجت في وجود هذه الاجواء التعليمية والتربوية الراقية وفي حياة المربي الكبير حسن مصطفى الذي اقترن اسمه باسم بتير واقترن اسم بيتر بذكره الطيب، كان حسن مصطفى وزوجته ام مازن يقدمان لكل عروس بتيرية مُغادرة النقوط العادي المتعارف عليه كعادة، ويتضمن النقوط هدية هي مجموعة كتب من أمهات الكتب كمراجع وأساس لمكتبتها البيتية، ومجموعة صور أنشطتها الثقافية والتربوية التي عاشتها في القرية لتكون ذكرى جميلة لطفولتها وحياتها وما أحرزت من فن وذوق وأدب وبناء للشخصية والكيان، وخريجات الخياطة كانت تُهدى أيضاً قطع قماش لتخيطها في بيت الزوجية، كان هذا التقدير يثلج صدور أهل الفتاة البتيرية ويقدرون هذا المفكر العظيم الذي يهتم بالمرأة بهذه الطريقة التي لم يسبقه اليها أي حكيم أو فيلسوف تربوي آخر.، وقد عبر لي الاستاذ سعيد اسماعيل مدير مدرسة ذكور حسن مصطفى الاساسية عن يوم عرس ابنة عمه يسرى عبيدالله التي تزوجت في بيت أُمر رحمها الله، قائلاً في هذا الموقف كان شعوراً عظيماً وناموساً كبيراً لنا كأهل للعروس أن يكرمها هذا الانسان وزوجته أم مازن، وكذلك شعور اهل العريس القادمين ليأخذوا العروس ويروا مثل هذا التقدير والاحترام لهم أيضاً ساق الله على تلك الايام التي لم تعد وأصبحت ذكريات ومن ما قالته السيدة أبو ميزر لا أزال أحفظ كلمات قلتها امام الزوار والضيوف مع مجموعة من الاولاد والبنات وهي من حكم المرحوم حسن مصطفى وموجودة في احدى مقالاته بعنوان "نار" وهي تذكر عن الحرارة الصادقة في القول والفكر والعمل ( كن «حاراً» إن شئت، أو كن «بارداً »، لكن لا تكن «فاتراً » لئلا اتقيؤك من فمي)، وكان يرددها أيضاً المرحوم عطالله قطوش كمقولة يعرفها عن حسن مصطفى. سننشر لهذه السيدة صور طفولتها ونشأتها في قريتها السعيدة
طالبة كلية التمريض في عمان زهية وفي شهر أيلول عام 1957 اقامت القرية مهرجان افتتحت خلاله مستوصفها في بناء مشرف على وادي القرية، وكانت تقيم فيه أيضاً ممرضة القرية الدائمة، وكان وزير الصحة هو الدكتور مصطفى خليفة رحمه الله، والبيت هو مُلك أكرم محمد صالح حلاوة
الطفلة زهية مع زميلاتها الصفيرات أمام المسرح الخشبي الذي كان يُنصب ليُقدم عليه التمثيليات والمسرحيات من الطلاب والطالبات، وتظهر الصورة المعلمة سميرة كرم وهي تحمل المايكروفون أمام زهية
الكشافة والمرشدات والذي تأسست بناء على توصية المؤتمر الدائم لقضايا الوطن العربي المنعقد في القدس وكان من توصياته انشاء الحركة الكشفية والمرشدات في أنحاء البلاد ومدارسها بأنواعها الحكومية والخاصة ووكالة الغوث، وتظهر زهية في طرف الصورة اليمين وبجانبها زميلتها شفيقة الهربوك وورائها زهرة الشيخ ووصفية الاعرج وكافة المجموعة من اروع الشخصيات النسائية وتحتاج كل واحدة منهن الى توثيق يخصها وحدها، وسيحصل هذا ان شاء الله في متحف الذاكرة الذي نعمل عليه الان
زهية وزميلاتها بنات بتير تتوسطهن المرحومة ام مازن على الدرج الثقافي وهو درج بيت الاستاذ حسن مصطفى وكان هناك برنامج ثقافي ليلي وارتجالي للأهالي وهو قريب من قاعة الاجتماعات العامة (دار ابو راس)، وفي هذه المجموعة المرحومة وصفية الاعرج أم الثوب المطرز بالاصفر والمرحومة نعمة عبد الفتاح جبر في آخر الصف من اليسار
هذه الشخصيات النسائية تستحق الاهتمام والتوثيق والاستفادة من وجود من هن على قيد الحياة واظهار ما هن عليه من علم وثقافة وشخصيات متميزة، حيث جاء إليهن العالم المتمدن الى عقر دارهن في المدرسة والشارع والقرية يشهد على نهوض هذا المجتمع وتطوره بفعل أصحابه وريادة مفكره المرحوم حسن مصطفى
كل واحدة من بنات بتير لديها أقوال وقصص وروايات عن هذا الانسان وزوجته وعن ما عاشته فعلياً من مستوى راقٍ لا يصدقه أهل اليوم