مقدمة يسعدني كباحثة مقيمة في مركز حسن مصطفى الثقافي في محافظة بيت لحم ومقره قرية بتير ان أقدم للشعب الفلسطيني هنا في الوطن وفي الشتات هذا الإنجاز الثقافي الرائد وهو توثيق وإعداد بحثي في موضوع الطعام الفلسطيني التراثي الموسمي، ويتميز هذا العنوان انه يحتوي على معلومات بيئية ووصف مورفولجي حول كل مادة، وانه يتناول موضوع مادة الطعام وليست الأكلات، مثلاً بحث حول الزيتون، القمح، الحليب ومنتوجاته، البصل والثوم، اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك، ، والنباتات البرية كاللوف ....، وهكذا
وفي كل موضوع تجد قيمة وارتباط هذه المادة المذكورة في الوجدان الشعبي، فهناك المثل الشعبي، والأغاني النسائية والرجالية التي تذكره، وقصص وروايات وحكايات حول الموضوع الواحد، والقيمة الغذائية، وماذا قال عنه الطب القديم والطب الحديث، والوصفات العلاجية لكل مادة منها وكذلك الوصفات الغذائية وطرق اعداده، وكيفية استعماله كطعام، وعلاقاته بالفصول، أي يؤكل أخضر طازج أو مجفف مخزون
وقد كان خبراء وأساتذة التراث مثل المرحوم عبد اللطيف البرغوثي والدكتور شريف كناعنة وكافة الزملاء كالمرحوم عبد العزيز أبو هدبا يقولون أن النساء الباحثات في مجال التراث في بلادنا قليلات ونادرات، وما يهمني هو استمراريتي خلال أكثر من ربع قرن في هذا الميدان الشامل والمنوع والخادم للهوية والوطن، قَدَّرَني الله على عطاءٍ أكثر وأكثر، وبكل تواضع ومحبة
ويتشرف المركز الثقافي والباحثة أن هذه المواضيع تُنشر منذ سنوات في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" ورئيس تحريرها الأستاذ الخبير البيئي التنموي جورج كرزم والصادرة عن مركز تنموي معاً
نأمل أن يتحول هذا إلى كتاب ورقي مصور، ونعلن لحضراتكم اننا نلبي طلب كل من يحتاج إلى معلومات حول مادة من المواد بكل سرور، وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في رحاب هذا المركز الثقافي الذي يبحث عن كل ما هو متميز في ثقافتنا وتراثنا ونشره والتعمق في، فهو هويتنا